عاشقة الجنة ㋡
عدد المساهمات : 1071 تاريخ التسجيل : 09/11/2013
| موضوع: إخلاص العمل لله -- قصص وعبر الأربعاء فبراير 19, 2014 12:16 am | |
| إخلاص العمل لله -- قصص وعبر
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (( يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله تعالى , فإن الله لا يقبل إلا ما خلص له , لا تقولوا هذا لله وللرحم , فإنها للرحم وليس لله منها شيء , ولا تقولوا هذا لله ولوجوهكم , فإنها لوجوهكم وليس لله منها شيء )) رواه البزار .
وجاء عن الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي :
( يُؤتى يوم القيامة بصحف مختمة , فتنصب بين يدي الله تعالى , فيقول الله : ألقوا هذه , فتقول الملائكة : وعزتك ما رأينا إلا خيراً , فيقول الله : إن هذا كان لغير وجهي , وإني لا أقبل إلا ما ابتغى به وجهي) رواه البزار والطبراني .
********************
العمل القليل يعظم مع الإخلاص :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال حين بُعث إلى اليمن : يا رسول الله , أوصني , قال عليه الصلاة والسلام : (( أخلص دينك يكفك العمل القليل )) رواه الحاكم .
فقليل العمل إذا كان خالصاً لوجه الله تعالى فإنه يُضاعفه بفضله وكرمه , " وإن تكُ حسنة يضاعفها , ويُؤت من لدنه أجراً عظيماً " سورة النساء الآية 1 .
وفي هذا المعنى يقول بديع الزمان سعيد النورسي : ( ما دام العمل لوجه الله تعالى وفي سبيله , فلا ينظر إلى صغيره وكبيره , فالذرة في سبيل الله مع الإخلاص تصبح نجمة متلألئة ) .
%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%
رُبّ َ عمل ظاهره صالح وباطنه فاسد :
من الناس من يعمل عملاً فيما يبدو للناس عمل صالح , لكنّه في الحقيقة ليس كذلك , لأن صاحبه ما أراد بعمله وجه الله تعالى , وإنما أراد عرضاً من أعراض الدنيا , فعمله حابط غير مقبول , من أمثال هؤلاء رجل اسمه قزمان .
فما حكاية هذا الرجل ؟
قاتل قزمان في معركة أحد بجانب المسلمين قتال الأبطال الشجعان , وقتل من قريش سبعة , ولما ذكروا للرسول عليه الصلاة والسلام شجاعته وبلاءه , قال : هو من أهل النار , فذهب رجل يستطلع خبره , كلما وقف وقف معه , وإذا أسرع أسرع معه , فجرح قزمان جرحاً شديداًً , ووقع على الأرض , فمر به قتادة بن النعمان فقال له : أبا الغيداق ؟ قال لبيك , قال هنيئاً لك الشهادة , قال : إني والله ما قاتلت على دين , ما قاتلت إلا لثارات , فلما آذته جراحه وضع نصل السيف بالأرض وذبابه بين ثدييه , ثم طرح نفسه عليه ومات منتحراً , ولما ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( ألا إنه من أهل النار )) , وقال (( إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار , وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة )) رواه مسلم , البداية والنهاية : 4/36.
وأخبر الرسول عليه الصلاة والسلام عن أول ثلاثة تُسعر بهم النار : قارىء القرآن , والمجاهد , والمتصدق بماله , الذين فعلوا ذلك ليقال : فلان قارىء فلان شجاع , فلان مُتصدق , ولم تكن أعمالهم خالصة لله .
هؤلاء الثلاثة ومن على شاكلتهم تُسعر بهم النار أول ما تُسعر , ذلك لأنهم ما أخلصوا أعمالهم لله , وإنما كانت لنيل عرض عاجل من أعراض الدنيا من الجاه والمنصب ومن السمعة والشهرة .
*******************************
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام :
(( يقال لمن أشرك في عمله خذ أجرك ممنّ عملت له )) وقال عليه الصلاة والسلام : قال تعالى : (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك , فمن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ))رواه مسلم .
ولقد مدح الله عزّ وجلّ الذين أخلصوا عملهم لوجهه دون سواه , وأثنى عليهم بقوله : " ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً , إنما نطعمكم لوجه الله , لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً " سورة الإنسان : الآيتان 8 – 9 .
وختاماً يا أخي , اجتهد في نظافة ظاهرك وباطنك , وأخلص النية لمولاك فالأخلاص أن يخلص قلبك لله فلا يبقى فيه شرك لأحد غير الله , فيكون الله وحده محبوبك ومعبودك ومقصودك .
" فَاعْبُد اللهَ مُخْلِصاً له الدَ ّينَ "سورة الزمر : الآية 2 . | |
|