أركان الدعوة

عدد المساهمات : 421 تاريخ التسجيل : 29/10/2013

ويظهر من التعريف أن أركان الدعوة هي:
1-الداعية الذي يدعو إلى الله تعالى على بصيرة.
2-والمدعو، أي الشخص الذي يدعى.
3-والمدعو إليه، وهو الإسلام بعقيدته وشريعته وقيمه وأخلاقه ومنهجه في الحياة.
4-وسائل التعبير عن الدعوة، وهي وسائلها وطرقها التي من أهمها الكلمة الطيبة، ويدخل في هذا العنصر منهج الدعوة، أو منهج التوصيل.
وقد تضمن القرآن الكريم أحكامًا وحكمًا، وتوجيهات تتعلق بالأركان الأربعة، نذكرها بالإيجاز.
مواصفات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة:
تمهيد:
إذا كنا نتحدث عن صفات الداعية في ضوء الكتاب والسنة فلا يمكن إلا أن يقال هنا: إن أول الدعاة وقدوتهم هو رسول الله ﷺ حيث سماه الله داعيا إلى الله فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾([1]) فكان قرآنًا يمشي داعية إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، وقد شهد الله تعالى له بالخلق العظيم، بل أقسم على ذلك فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾([2]) وبين منهجه وهو السير على البصيرة، والحكمة فقال تعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾([3]).
وقد سار الرسول ﷺ بأمر من الله تعالى على منهج سنة التدرج وفقه الأولويات حيث نزلت سورة المدثر التي حملت معها الأمر بالإنذار والدعوة إلى الله تعالى فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾([4]) تضمنت الأمر بالاستعداد التام لدعوة قومه وتهيئته من خلال قوة الإيمان، وتكبير الله تعالى وحده، وإخراج ما سواه من قلبه، وكذلك الاستعداد الذهني والبدني للأذى من خلال الصبر.
فقد بدأ الرسول ﷺ بدعوة سرية حوالي ثلاثة أعوام، ثم أصبحت جهرية بمكة المكرمة، ثم تحولت إلى المدينة المنورة فصحبها الملك والحكم للرسول ﷺ، ثم استمرت الدعوة مع الملك والحكم في عصر الخلافة الراشدة، حيث كانت الدعوة هي الأساس والدافع وراء حركة الدولة والمجتمع، حتى إن الجهاد بمعناه الشامل كان من أعظم أهدافه هو نشر الدعوة الحقة إلى الله تعالى من خلال القضاء على الطغاة الذين يمنعونها([5]).
أهم معالم الدعوة في العهد المكي:
1-العناية القصوى بالتأسيس، والتكوين والتركيز على العقيدة الخالصة لله تعالى ونبذ الشرك بكل أشكاله، وإدخال اناس في الدين الجديد على أساس التوحيد الخالص.
2-بذل الجهود المتاحة لتقوية إيمان المؤمنين الجدد، وتربيتهم على القيم السامية، وعلى الصبر والثبات، وتعليمهم دينهم والأحكام التي نزلت، والتي تنزل تترى.
3-مقاومة حجج المشركين ودحضها بالبراهين الباهرات والبينات الظاهرات من خلال أسلوب هادئ هادف مؤثر.
4-مراعاة فقه الأولويات حيث كان التركيز على العقيدة الصحيحة، ويخاصة التوحيد الخالص، ومحاربة الشرك بجميع صنوفه، وعلى القيم الأخلاقية، وعلى التزكية والتربية الشاملة.
5-مراعاة سنة التدرج في جميع جوانبه من حيث نزول الأحكام حيث نزلت بالتدرج خلال الفترة المكية، ومن حيث السرية، ثم الجهرية، ومن حيث خطوات الدعوة، ومن حيث البدأ بمواجهة المشركين بالبيان، والصبر، وبحجج القرآن : ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾([6]).
6-حماية المسلمين الجدد من خلال منعهم من المواجهة واستعمال القوة، ومنع المواجهة بالقوة فقال تعالى : ﴿كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ﴾([7]).
7-المحاولة المستمرة للتوسع في دائرة الدعوة، حيث لم يكتف الرسول ﷺ بدعوة أهل مكة، بل ذهب إلى الطائف، وما حولها، وعرض دعوته على القبائل والوفود العربية القادمة إلى مكة لأي سبب كان.
8-العناية بالتخطيط لمستقبل الدعوة ودراسة الأماكن المناسبة للهجرة، حيث أرسل الرسول ﷺ بعض أصحابه إلى الحبشة، وأولى عنايته بأهل المدينة (يثرب) حيث كان يعرض دعوته على القادمين منها، حتى تحققت بيعة العقبة الأولى، والثانية، ثم أرسل بعض صحابته لنشر الإسلام فيها كان على راسهم مصعب بن عمير رضي الله عنهم جميعًا([8]).
معالم الدعوة في المدينة:
1-استمرارية الدعوة الشاملة في المدينة داخلها وخارجها بكل الوسائل المتاحة، ومتابعة التربية والتزكية للمستجيبين للإسلام، من خلال تلاوة القرآن الكريم وحفظه، والعمل به، وتعليمهم الكتابة والحكمة.
2-تقوية القدوة، والدعوة العلمية من خلال التآخي بين المهاجرين ثم بينهم وبين الأنصار.
3-إقامة دولة إسلامية تطبق شرع الله تعالى، وتحقق مصالح العبباد والبلاد، وتقوم بنشر الدعوة على أساس العدل والشورى والمساواة، والرحمة للعالمين مع إعداد جميع أنواع القوة لإرهاب العدو حتى لا يهاجم دولة الإسلام فقال تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ...﴾ الآية([9]).
4-الدعوة إلى التصالح، والتحالف لتحقيق السلم والاستقرار فقال تعالى: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾([10]).
5-دعوة ملوك العالم إلى الدخول في الإسلام، أو في السلم حيث أرسل رسائل إليهم تضمنت الدعوة إلى الإسلام، أو إلى السلم والسلام.
وبذ لك أكد الرسول ﷺ عالمية الإسلام وقدرته على استيعاب الجميع، وأن الأصل هو الدعوة إلى الله تعالى.
6-ظهور نوع جديد من الدعوة يتمثل في دعوة المنافقين الذين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، حيث كانت لهم مشاكل كبيرة، فكانوا فعلا الطابور الخامس الذي يحاول التشكيك، وتعطيل طاقة الأمة، وإشغالهم بأمور خطيرة عن القضايا الأساسية – كما في حادثة الإفك – فكان لتعامل الرسول ﷺ معهم بالحكمة والصبر والتحمل لأذاهم وعدم قتل بعضهم دور كبير في التخلص من هذه المشكلة دون ثمن كبير، وفي تماسك الجماعة وقوتها.
** * **
Razz

عدد المساهمات : 1071 تاريخ التسجيل : 09/11/2013

يسلــــــــــمو ع
المووضووع المفيد
جززاك الله اللف خييييررر
Embarassed

» فتاة هـــــزت أركان شــــاب بالجامعة !!
» فضل الدعوة إلى الله
» الدعوة إلى الحق
» فصول في الدعوة والإصلاح
» بداية الدعوة المحمدية